جريدة السفير

اسمحوا لي أن أسأل السياسيين

أنا أولاً واحدة من الشهداء الأحياء كما كثيرون مثلي من اللبنانيين وانضمَّ إلى الشهداء الأحياء أيضاً منذ ستة أشهر الوزير مروان حمادة الحبيب. مع فارق في بعض أوجه الشبه بين مركزه ومحبِّيه كسياسي مرموق وأنا كواحدة من هذا الشعب.

ـ السؤال هو: هل هناك من سياسيين يستطيعون أن يروا إلى أبعد من فترة الأشهر المقبلة للإنتخابات؟
هل هناك من سياسيين يتطلَّعون أبعد من ذلك؟
هل هناك مخطَّط دولي لتقسيم لبنان في المنظور البعيد؟
وهل التقسيم على عدد طوائفه الثماني عشرة ويصبح عندنا (مثلاً) ثمانية عشر رئيس جمهورية و18 رئيس وزراء؟

إنَّ إحساسي بخطر التقسيم يلازمني، بل يعذِّبني، حتى بتُّ أتساءل هل أبقى في مكاني هنا؟ أو أنتقل إلى منطقة أخرى من لبنان؟ مع العلم أنني أحب كل المناطق وكل “كوع” وكل “مفرق” في بلدي.

ـ وأتساءل أيضاً: هل سنقبع في الملاجئ مرة أخرى؟
ـ أم نلبِّي اتصالات أولادنا يدعوننا للهجرة إلى الخارج؟

علَّمتنا التجارب أننا بالحوار العقلاني وبقليل من التنازلات من جانب الموالاة والمعارضة نحمي لبنان من الكثير من المصائب والتقاتل، كما نحمي السلم الأهلي.

أما عن التدويل فالسؤال: هل فعلاً يفتقر لبنان إلى سياسيين أكفَّاء لتنظيم وطنهم وحمايته من التدويل؟
أنا شخصياً، أوافق المعارضة في كثير من المطالب كما أنني مع الموالاة في كثير من المطالب، خاصة مطلب الحوار.. ولا أحد يلغي أحداً فكلنا لبنانيون.
في الإثنتي عشرة سنة الماضية، وبعد انتهاء الحرب، عشنا بحريَّة تامة سواء في العمل أو في التجوال. كنَّا نتابع النشاطات الثقافية من جزين إلى زحلة، ومن غزير إلى البترون ونرجع في ساعات متأخِّرة من الليل دون خوف، وتوقفت الحياة…

وبعد، السؤال الأخير هل إذا كان الشهيد رفيق الحريري ما زال بيننا يرضى عمَّا يحصل في لبنان هذه الأيام؟


نُشرت في جريدة “السفير” بتاريخ 14 آذار 2005

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى