إبْتَسِمْ… أنتَ أمام رؤساء البلديات
أيام الحرب في لبنان، كنا نبتسم حين نمرُّ بلافتة ” إبتسم… أنت في زوق مكايل”. ولم تكن لدينا، خلال نلك السنوات المالحة، مساحة بلدية للابتسام إلاَّ لدى مرورنا في زوق مكايل، ذهاباً إلى الشمال أو عودة منه.
وعَلِمْنا يومها أنَّ وراء تلك اللافتة رئيس بلدية زوق مكايل المحامي نهاد نوفل. وبقينا نترصَّد من “الزوق” جديداً بعد جديد، كان آخره ما ملأ قلوبنا غبطةً وفرحاً أمسية ذهبنا إلى زوق مكايل لنشاهد عرض باليه “روميو وجولييت” العالمي على مدرجها الروماني الذي يحسبه زائره رومانياً تاريخياً “عريقاً” تمَّ اكتشافه تحت الركام الدهري ليكتشف الزائر لاحقاً أنَّ المدرج ليس سوى فكرة وتنفيذ “الريِّس نهاد” كما يسمِّيه أهل بلدته الزوق ويعتزّون به وبإنجازاته.
اليوم، بعد ربع قرن على لافتة “إبتسم أنت في زوق مكايل” بتنا نبتسم عند مرورنا بأكثر من بلدة وبلدية، عند مستديرة هنا أو شارع هناك أو حديقة عامة هنالك أو سوق عتيق في ضيعة أو بلدة أو مدينة، حتى ليأخذنا السؤال: ” أهو نهاد نوفل أعطى رؤساء البلديات كلمة السر حتى تتحوَّل البلديات باقات ضوءٍ واخضرار ونوافير ماء ومساحات مزهرة وطرقات مشجرة وواحات جمال”؟
ويأخذنا سؤال آخر: ” هل يكون لنا أن نرى، بعد، أكثر، في كل بلدية جنائن ومدرَّجات للثقافة”؟
وربما سؤال ثالث: “ماذا يمنع السياسيين، حين هم في الحكم، من أن تكون في مناطقهم نماذج من زوق مكايل، نظيفة البيئة كزوق مكايل، سائغة السياحة الثقافية كزوق مكايل، لائقة حضارية كزوق مكايل، وتقطف الجوائز العالمية كزوق مكايل”؟
وربما سؤال رابع: ” ماذا يمنع رؤساء بلديات لبنان من أن يحققوا ما حقَّقه وجدي مراد في عاليه، وقسطا أبو رجيلي في بحمدون، وعادل بو كرم في جونيه، وما بدأنا نشهده من تحرُّك في الغبيري والمنصورية وبعض بيروت، وما تقوم به الجمعيات الأهلية في دوما وبشري ورأس المتن وسواها من مدن لبنان وقُراه ودساكره”؟
وربما سؤال أخير: ” ما الذي يمنع لبنان كله من أن يكون نموذجاً عالمياً للبيئة والحضارة والثقافة والسياحة، فيكون أكثر بلدان العالم قَطْفاً لجوائز عالمية تُضفي على جمال طبيعته الفريدة جمال سمعة عالمية تجعله وطناً مميَّزاً فريداً في العالم، يُنقذه من سمعة ما به يتخبط السياسيون”؟
أسئلة… أسئلة…
فيا وطني الفريد: أيّ جواب بك يليق؟