منوعات

رسالة خاصة إلى الكابتن هنادي

طالعتني صورتك في جريدة “السفير” بالتزامن مع يوم المرأة العربية الذي انعقد في بيروت. صورتك كانت أفضل ما قٌدِّم في هذا المؤتمر بنظري شخصياً. أحببتك وأحببت لباسك وغطاء رأسك ” ومسقط رأسك” مكَّة المكرَّمة. أحببت رخصة القيادة التي تحملين من أكاديمية الشرق الأوسط للطيران. أحببت أيضاً سمرتك والعيون السود. حفيدي له عينان سوداوان مثلك أيتها البطلة. نعم أنت أول بطلة عربية تحمل أوزار التعب والتخلف عن كاهل النساء العربيات المستعبدات وهنَّ لا يدرين! وأول سعودية تحصل على إجازة ورخصة لقيادة الطائرة. أنا كعربية لبنانية فخورة بك وبوالدك وعائلتك لتشجيعهم لك.

أنت يا عزيزتي هنادي بطلة اجتماعية حيَّة ورائعة لقد قلت “يا هنادي أنَّك تتفهمين منع النساء في السعودية من قيادة السيارات غير أنَّ الأمر مختلف مع الطائرة. وتوضحين والكلام لك: عندما تقود المرأة السيارة كثيرون يرونها وقد تتعرض لمعاكسات ولكن لا أحد يعرف من يجلس في مقصورة قيادة الطائرة.

دعيني أتكلم الآن أنا: أعطوكِ درعاً وسُجِّل اسمك في السجل الذهبي ووضعت صورتك ودعمك الملحق الثقافي السعودي في عمان. كل هذا وتعتبرينه يشكِّل شبه اعتراف رسمي بك. لماذا شبه اعتراف؟ هل أنتِ شبه إنسان؟ أنتِ بشجاعتك تساوين مجموعة نساء من العرب.

هنادي زكريا هندي الصبية.
عندما قرأت في “السفير” هذا الخبر الجميل تذكرت ما قالته لي عمَّتي أخت والدي ولها من العمر 75 عاماً.
وعلا صوت عمَّتي لتقول: أنا كمسلمة في هذا العصر يجب أن أقود طائرة. وزادت عمَّتي: حتى كان لازم جدَّتي تقود الطائرة. وجدتي كانت أميَّة لا تقرأ مع أنَّ أول كلمة في القرآن الكريم هي ـ إقرأ ـ


نُشرت بتاريخ 20 آذار 2004

زر الذهاب إلى الأعلى