عضوة لجنة التحكيم في “ستديو الفن” رشـا نجـار: منذ صغري أعشق الطرب الأصيل
السيدة رشا نجار واحدة من النساء اللبنانيات اللواتي عملن في ميادين مختلفة في حياتهن، حيث أحبَّت الإنتاج والعمل؛ فمن مدرِّسة للتربية الرياضية إلى عملها في مركز للصحة والتجميل؛ واستلامها لعمل زوجها في ميدان الصيدلة بعد وفاته؛ إلى وجودها أخيراً على منصَّة لجنة الحكم في ستديو الفن الذي يعرض على شاشة L.B.C.
وخلال كل ذلك كتبت الخواطر وأبيات الشعر ونشرت بعضها على صفحات المجلات والصحف. وكان لها أيضاً العديد من النشاطات الثقافية والاجتماعية التي حدَّثتنا عنها خلال حوار أجريناه معها:
• مَنْ هي السيدة رشا نجار؟
ـ رشا نجار من آل مصري امرأة لبنانية من الشمال ومن مدينة طرابلس تحديداً؛ تزوَّجتُ من الدكتور فاروق نجار (رحمه الله) وكنت في سن مبكر من عمري؛ أم لثلاثة أولاد: دانيا، طارق وكريم. أحببت منذ طفولتي: الأدب والشعر والفن والرياضة وعملت لمدة عشرين عاماً مدرِّسة للتربية الرياضية للفتيات في ثانويات بيروت؛ وكنت خلال ذلك صديقة وزميلة لتلميذاتي اجتماعياً ورياضياً.
وقد زرعت فيهن الروح الرياضية الحقيقية والتي تعني تقبُّل الهزيمة والنصر بكل صبر وتماسك. والروح الرياضية تساعدهن في حياتهن.
• ماذا عن نشاطاتك الثقافية والفنية والاجتماعية؟
ـ أنا عضوة في الأمانة العامة للحوار الإسلامي المسيحي العالمي وعضوة في جمعية حماية البيئة، وفي جمعية إنماء سيدات البقاع، وتعاونية الحرفيين “سحابة”.
• علمنا أنَّك تكتبين الخواطر والشعر والأدب، متى بدأتِ الكتابة؟
ـ مارست الكتابة منذ صغري، وأقرأ كثيراً، أحببت القراءة للشاعر طاغور منذ صغري، وبدأت أضع خواطري على صفحات المجلات والصحف في بداية الحرب اللبنانية، وهي معاناة وطنية وإنسانية ولا شك أن ما جرى في لبنان من اقتتال ودمار وتهجير يدعو للدهشة والاستغراب.
• هل لديك النيَّة لجمع كتاباتك في كتاب واحد؟
ـ طبعاً هناك نيَّة لذلك، لأنني أكتب الحقيقة، أعبِّر عن أحاسيس ومشاعر وعذابات ومعاناة كل اللبنانيين، وأكون سعيدة جداً أن يكون لي كتاب يضم مجموعة من الكتابات حول معاناة وآلام اللبنانيين، خاصة أنني مررت بمرحلة الموت العظيم وهي تجربة أعتبرها غيَّرت كل مفاهيمي، واختلطت بالموت والإيمان.
• كيف تقضين أوقاتك؟
ـ لقد عملت كثيراً في حياتي. كنت أولاً مدرِّسة تربية رياضية ثم عملت بمركز للصحة والتجميل للسيدات، وأخيراً تسلَّمت صيدلية زوجي بعد اغتياله خلال الحرب.
وعملت لمدة سبع سنوات إلى جانب المرضى خاصة وأنهم بحاجة لكل مساعدة، وذلك من خلال الصيدلية، كانت مرحلة مهمة بالنسبة لي حيث تعاملت مع الناس وهذه المعاملة ولدت الثقة والصداقة معهم.
• كيف تمَّ اختيارك في لجنة الحكم في ستديو الفن؟ وما هو دورك فيه؟
ـ قصة ذلك الاختيار كانت طريفة، ولا أدري كيف علم الأستاذ سيمون أسمر بأنني من المهتمين بالطرب ولديَّ أُذن موسيقية منذ صغري، اتصل بي الأستاذ سيمون يطلب منِّي أن أكون في اللجنة.
أنا طبعاً منذ سنوات عمري الأولى كنت أسمع الطرب العربي الأصيل مثل: النهر الخالد لمحمد عبد الوهاب ورباعيات الخيام، وشمس الأصيل، كان لكل ذلك الأثر الكبير في حياتي وأُذني وروحي.
أما حول دوري في اللجنة ككل عضو فيها أعطي العلامات والملاحظات على الخامات الصوتية وعلى الحضور والأداء.
• هناك أسئلة كثيرة من الناس لماذا أنتِ بالذات؟
ـ هذا السؤال وُجِّه لي أكثر من مرَّة. طلب منِّي الأستاذ سيمون أن أكون في اللجنة، ولديه فكرة كما أعتقد أنني ومنذ صغر سني كنت أسمع لعبد الوهاب وأم كلثوم، وأقرأ للشاعر نزار قباني، حفظت أشعاره وأشعار إيليا أبو ماضي. الشعر والكلمة خطت خطوطها الكبيرة في أنسجة الدماغ والفؤاد والشرايين.
—
مقابلة أجراها معي الصحافي عبد معروف وقد نشرها في مجلة “أشياء” بتاريخ 18 تموز 1996