في الصحافة

رشا نجار لـ”زينة الأناقة” أصون طاقتي وأجنِّدها لخدمة الغير ولا أهدرها في القضايا الشخصية

مدرِّسة رياضية منذ عشرين عاماً (دبلوم تربية رياضية).
عضو في لجنة “الأوديسيه” للثقافة والإعلام. سيدة مجتمع وأم وزوجة طبيب استشهد خلال الحرب، ولولا عناية الله ولطفه لما عاشت لتعطي وتسعد الآخرين بعد أن أُصيبت بسبع رصاصات في مختلف أنحاء جسمها.
رشا نجار زوجة الدكتور الشهيد فاروق نجار والأم الحنون لأولادها طارق ودانيا وكريم خاضت معترك العمل بكل شجاعة بعد تسلُّمها مستودع الأدوية وإدارة صيدلية نجار، وهي التي تجهل كل شيء عن عالم الأدوية لمدة سبع سنوات، لتلتزم بعدها الثقافة والأدب والفن ونشر إسم صورة لبنان كما تراها هي، صورة جغرافيَّة مليئة بالفن والجمال، صغيرة حجماً لكنها تحتوي كل جمالات العالم التي توقظ الذوق المهمل أحياناً في أعماقنا.

“زينة الأناقة” استضافتها:
• برنامج “استوديو الفن” عرَّفكِ وقدَّمكِ إلى الجمهور اللبناني، فهل كانت مشاركتك فيه نقطة تحوُّل رئيسية في حياتك؟
ـ أنت والجميع يعرفون أن التلفزيون من الوسائل الإعلاميَّة المهمة، وظهوري في برنامج “استديو الفن” كعضو في اللجنة التحكيمية جعلني وجهاً مألوفاً وضيفة تحل في كل بيت مرَّة في الأسبوع، من هنا أصبح هناك تقارب بيني وبين الناس وبساطة في المعاملة معاً منحني السعادة وأعطى لحياتي معنى آخر، لهذا أعتبر أنَّ مشاركتي في اللجنة التحكيمية في “استديو الفن” كانت فعلاً نقطة تحوُّل رئيسية في حياتي.

• عضو في لجنة “الأوديسيه” للثقافة والإعلام، ما هو دورك في هذه اللجنة وكيف تتعاملين معها؟
ـ الثقافة والأدب عاملان مهمان في التبادل الثقافي بين الناس، واللغة هي الجسر الذي يصل حياتنا وتراثنا وثقافتنا بالعالم، فالثقافة هي العامل الذي يطوِّر الإنسان ويجعله يتفاهم مع هذا العالم المتطور. ونحن في لجنة “الأوديسيه” فريق عمل تكرِّم كل مبدع فنان في محاولة منَّا لتعريف الناس والمجتمع به، أو تقيم ندوات حول كتاب لبناني أو عربي، خصوصاً وأنَّ لبنان بلد الثقافة والإبداع وكذلك بلد الشعراء والأدباء والمثقفين عامة.

• ما رأيك بالمرأة اللبنانية إجمالاً؟
ـ المرأة اللبنانية أثبتت أنها قوية في المحن وذات قلب شجاع تعيش الحياة على أفضل صورة ممكنة لتخلِّف وراءها شيئاً يساعد على العيش والعمل الأحسن والأفضل بما في ذلك ما يتعارض مع حريتها وراحتها ويتطلَّب مزيداً من التضحية والبذل وعدم الأنانية.

• وإلى أي مدى يحد الزواج والأمومة من نجاحها في الحياة؟
ـ لا يمكن للزواج والأمومة أن يحدّا من نجاح المرأة إذا كانت تملك الإرادة وحُسن التنظيم ومقومات النجاح.

• إذاً، ما الذي يجعل نوعاً من النساء متفوِّقاً على غيره، وكيف هو هذا التفوُّق برأيك؟
ـ لنسأل أولاً كيف تفهم المرأة العربية حقوقها وحريتها ومفهومها لعملها، ومفهومها للعائلة والتكامل بين الحقوق والواجبات. فالفقر والجهل مثلاً يحدّان من فعّاليتها في تطوير عائلتها ومجتمعها، بينما وعيها وعملها والعطاء المسؤول منها يغني الوطن وينهض به ويساعد الأسرة ويرفع مستواها ويحصِّنها ويحميها، فالثقافة والخبرة العمليَّة والمعرفة، بالإضافة إلى الذكاء تجعل نوعاً من النساء متفوِّقاً على غيره. أما كيف هو هذا التفوُّق فبالنتائج التي تحقِّقها المرأة في مجال عملها أياً كان.
• بماذا تحلم رشا نجار؟

أحلم بوطن مستقر، آمن، شعبه سعيد، لا مكان للبؤس والفقر فيه، وأحلم بجيل من الشباب والشابات كل همّه الثقافة والفن والجمال، كما أحلم بأن أسعد الآخرين بالعطاء أكثر فأكثر، لأنَّ العطاء ميزتنا كلبنانيين وكأمهات خصوصاً بعد الحرب، وندفع ثمن حياتنا وسعادتنا في مكان ما ولقضية ما، لذا أصون طاقتي وأجنِّدها لخدمة الغير ولا أهدرها في القضايا الشخصيَّة.

• متى اتخذتِ قراراً وندمتِ عليه؟
ـ لم ولن أندم يوماً على شيء مضى، أنا امرأة رياضية، أعرف جيداً كيف أتقبَّل النجاح وكيف أتعامل مع الهزيمة، ومؤمنة بأنني لن أُعيد عجلة الزمن إلى الوراء، وما كان أصبح جزءاً من الماضي وعليَّ التفكير بالمستقل، بالإضافة إلى ذلك ليس هناك ما أندم عليه، وأنا أرى أنَّ الندم عملية غير مفيدة وكل ما فيها أنها تسبِّب الألم النفسي لمن يمارسها، كما أحب أن أضيف هنا بأني امرأة متأنيَّة آخذ وقتي الكافي في التفكير قبل اتخاذ أي قرار ولهذا لم أندم يوماً على قرار اتخذته أو عمل قمت به.

• كلمتك الأخيرة لمن توجهينها، وماذا تقولين فيها؟
ـ أوجِّه كلمتي إلى الرحل الشرقي عامة وأقول له فيها، كفاك عنجهيَّة بحق المرأة، وكفاك تزمُّتاً بأفكارك الرجعيَّة مع احترامي للرجل، فجميع الرجال ليسوا سواسية، إنما هناك مجموعة كبيرة تتغنَّى بالمرأة وحريتها واستقلاليتها وفي المنزل نراهم يستبدّون ويصولون ويجولون مذكِّرين المرأة في كل لحظة أنهم الأسياد وعليها الطاعة، كما أطلب من الرجل الشرقي أن يكون أكثر انفتاحاً وتفهُّماً لأولاده، فزمنه غير زمنهم، وأفكاره وتطلُّعاته تختلف عن أفكارهم وتطلُّعاتهم، ليكن لهم صديقاً وأخاً ومعلِّماً ومرشداً وناصحاً فهذه هي التربية الحقَّة. وللمرأة أقول كوني نفسك، فلا تتزلَّفي، أو تتوسلي حقوقك بل ناضلي للحصول عليها ولتكن إرادتك سلاحك في الحياة، وقبل كل شيء كوني أمّاً، فالأمومة أعذب ما في الحياة.


مقابلة أجرتها معي مجلة “زينة الأناقة” ـ مكتب بيروت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى